وقف الرضا 

إنَّ من أفضل ما يتقرب به العبد إلى سيده وخالقه، وأجزل ما يقدمه بين يديه للقاء مولاه ورازقه، أوقافاً جارية، وقرباً متوالية، يتقلد بها العبد في الدارين أعظم أجراً ومنّة. ولعلمنا أنَّ الإنسان ولو طال عمره وامتد أجله ليس له من ماله إلا ما أكل فأفنى، ولبس فأبلى، وتصدق فأبقى ، وامتثالاً لحديث نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم “إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”، فقد أوقفت وقف الرضا ، ليعم بخيره أعمال البر وليرضى الله به عن الواقف والنظار وكل من شارك فيه بجهد أو خدمة أو بذل مال أو مشورة ، وللعاملين فيه و لوالديهم وزوجاتهم و ذرياتهم رجاء ونساء ، لكل هولاء نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق ويبارك لكل من ساهم وشارك في تحقيق مصلحة الوقف وأن يجعل عمله سبباً للفوز برضا الرحمن وحجاباً له من النار.